Google

Thursday, February 14, 2008

الجد .. وحفيده

الجد .. وحفيده

كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال

مع حفيده الصغير

وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر

ليجلس الى مائدة المطبخ ليقرأ القرآن

وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء

لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها

وذات يوم سأل الحفيد جده:

يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل

ولكنني كلما حاولت أن أقرأه

أجد انني لا أفهم كثيرا منه
وإذا فهمت منه شيئاً فإنني

أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف

فما فائدة قراءة القرآن إذا؟

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة

فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال:

خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر

ثم ائتِني بها مليئة بالماء

ففعل الولد كما طلب منه جده

ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت

فابتسم الجد قائلاً له:
ينغي عليك أن تسرع الي البيت في المرة القادمة يابني

فعاود الحفيد الكرَّة

وحاول أن يجري إلى البيت

ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة

فغضب الولد وقال لجده:

إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء

والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً

فقال الجد

لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء

أنا طلبت سلة من الماء

يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً ياولدي

ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ

عملية ملء السلة بالماء

كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة

ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية

فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه

هو يلهث قائلاً:

أرأيت؟ لافائدة

فنظر الجد إليه قائلا:

أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟

تعال وانظر إلى السلة

فنظر الولد إلى السلة

وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة

لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم

إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل

فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له:

هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم

قد لا تفهم بعضه

وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته

ولكنك حين تقرؤه

سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج

تماما ًمثل هذه السلة

سيدنا سليمان و النملة

هل يصح هذا: سليمان عليه السلام و النملة ؟

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
قرأت في أحد المنتديات هذه القصة حول نبي الله سليمان عليه السلام
تقول صاحبة الموضوع :
سليمان عليه السلام والنملة
روي أن سليمان بن داود عليه السلام جلس يوماً في ساحل البحر فرأى نملة في
فمها حبة حنطة تذهب الى البحر ...فلما بلغت اليه خرجت من الماء سلحفاة و
فتحت فاها فدخلت فيه النملة و دخلت السلحفاة الماء و غاصت فيه ... فتعجب
سليمان من ذلك و غرق في بحر من التفكر حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد
مدة و فتحت فاها و خرجت النملة من فيها و لم يكن الحنطة معها .فطلبها
سليمان و سألها عن ذلك
فقالت:يا نبي الله ان في قعر هذا البحر حجراً مجوفاً و فيه دودة عمياء خلقها
الله تعالى فيه و أمرني بايصال رزقها ...و أمر السلحفاة بأن تأخذني و
تحملني في فيها الى أن تبلغني الى ثقب الحجر فاذا بلغته تفتح فاها فأخرج
منه و أدخل الحجر حتى أوصل اليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فيها فتوصلني
الى البر
فقال سليمان: سمعت عنها تسبيحاً قط ؟ قالت: نعم تقول يا من لا ينساني في
جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة، لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك يا أرحم
الراحمين ...
سبحان الله العظيم رب العرش الكريم ، اللهم ارحمنا برحمتك ياارحم الراحمين
.....
الجواب :
لا أعلم أنه يصِحّ عن نبي الله سليمان في شأن النمل غير ما جاء في كتاب الله عزّ
وجلّ .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم

الانظمة العربية و تجويع غزة

حملات التحريض العربية لخنق حماس
بقلم : علي عبدالعال
بعيداً عن تعقيدات ما يعرف بالأمن القومي، والإجراءات الأمنية، واللوائح والقوانين التي تنظم عبور الحدود السياسية بين الدول، كان مشهد اقتحام الفلسطينيين معبر رفح الحدودي ـ بعد تحطيم أسواره ـ أشبه بحلم يتحقق، ليس للمحاصرين في غزة وحدهم بل ولكل عربي ومسلم تطارده يومياً مشاهد العدوان الإسرائيلي بحق أخوة له يقطنون على بعد رمية حجر من الحدود مع مصر والأردن والسعودية وسوريا.
كان المشهد رائعاً والجنود المصريون يتابعون ما يجري ولم تصدر عنهم أية بادرة سوء تجاه أشقائهم، الذين لجؤوا إليهم فراراً من القصف، والجوع، والبرد، والظلام. ولم نصدق أنفسنا ونحن نسمع كلمات الرئيس مبارك : "أن مصر لن تسمح بتجويع الفلسطينيين في غزة، أو أن يتحول الوضع في القطاع إلى كارثة إنسانية".
ولم يكد المشهد يمر على هذا الصفاء وذلك الانسجام ـ الذي نادراً ما يتحقق بين الشعور القومي والإنساني العام وبين معطيات السلطة والحكم ـ حتى لاحت في الأفق بوادر النكوص أو "العودة إلى الأصل" ـ إن صح هذا المسمى ـ أو قل الإنهزامية التي أقنعونا بأنها الأصل الذي ينبغي أن يجري على كافة قضايانا المصيرية.
حيث سلكت التوجهات الرسمية للدولة سياسياً وإعلامياً وأمنياً في منحى تحريضي وعدائي واضح وغير مبرر، خاصة حينما شرعت في تحميل الضحايا السبب الذي دفع الجناة إلى الاعتداء عليهم.
فقد عملت الأجهزة المصرية على منع وصول السلع المختلفة (التموينية والزراعية والمحروقات..ألخ) إلى مدينة رفح، لأنها السبب الرئيس الذي يتدفق الغزاويون من أجله نحو الحدود، ثم شرعت في مطاردة الفلسطينيين داخل مدن شمال سيناء تحت ذرائع شتى لترحيلهم إلى قطاع غزة، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية من خلال زيادة نقاط المراقبة والدوريات.. ثم أعلنت مصر اتخاذها إجراءات صارمة لإغلاق الحدود تماماً، وأنها لن تسمح أبداً باجتيازها، ودفعت بقوات مسلحة إضافية، ونشرت أفراد من الشرطة فوق أسطح المنازل العالية المتاخمة للحدود، بهدف مراقبة التحركات على الجانب الفلسطيني.
كما شرعت المخابرات المصرية في التحقيق مع مئات المصريين، العائدين من قطاع غزة، بحجة ورود معلومات عن محاولتهم الانضمام إلى حركة حماس للجهاد ضد إسرائيل، إلا أن الحركة نفسها طلبت منهم العودة إلى مصر بعد تقديم الشكر لهم.
وتزامن مع ذلك حملة إعلامية وصحفية مفضوحة مرسومة ومخطط لها، لتأليب الرأي العام المصري والعربي على سكان غزة وحركة حماس، حيث تم توظيف أقلام مأجورة أخذت تردد إيحاءات التحريض والكراهية بحق المستضعفين، في محاولة يائسة لتزكية نار الفتنة وزرع الحقد فى النفوس تجاههم.
وفي ظل هذه الأجواء تفجرت الأوضاع على الحدود، حين حاول فلسطينيون عبورها مجدداً بعدما أغلقتها السلطات المصرية، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومجموعة فلسطينيين قرب بوابة صلاح الدين، أسفرت عن سقوط قتيل فلسطيني وجرح 16 آخرين، إضافة إلى جرح عدد من الجنود المصريين. وهو ما أوجد المادة الدسمة لحملات التحريض الإعلامية، حتى ادعت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية الرسمية أن الفلسطينيين :"يتربصون بقواتنا في محاولات لاختراق الحدود ودخول الأراضي المصرية من خلال ثغرات جديدة".
وتناقلت وسائل إعلام أخرى تقارير تزعم أن حركة حماس تخطط لاختطاف جنود مصريين، لمبادلتهم بعناصر من الحركة محتجزين في مصر. ومن ثم صدرت التعليمات إلى أفراد الشرطة بتوخي الحذر خلال نوبات الحراسة. كما تقرر عدم سير رجال الشرطة المصرية فرادى خلال نوبات حراستهم على الحدود، وأن يكون تواجدهم في شكل جماعي لا يقل عن ثلاثة أفراد لكل مجموعة.
وقال مصدر أمني مصري : إن صاروخاً فلسطينياً، سقط داخل الأراضي المصرية من دون أن يوقع اصابات أو ضحايا. وأوضح المصدر أن الصاروخ محلي الصنع وسقط على بعد عشرة أمتار من خط الحدود المصرية.
ومساهمة منها في اشعال الحريق، زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حماس تستعد لمواجهة مسلحة مع مصر في حالة استمر الحصار ولم يفتح المعبر. وقال موقع "ديبكا" الاستخباري نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية : إن المصريين يخشون من عملية عسكرية تخطط لها حماس، من الممكن أن تأتي من خلايا الحركة المتواجدة في سيناء. وزعم الموقع أن معلومات استخباراتية هي التي دفعت المصريين لتحذير حماس من فتح المعبر عنوة، لأن خطوة كهذه ستؤدي إلى فتح النار المصرية على عناصر حماس، وسيكون هذه المرة إطلاق نار بقتل مباشر وليس فقط إصابات.
وقد توجت كل هذه الإجراءات بالتصريح الفج الذي ردده وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ، متوعداً فيه بكسر أرجل الفلسطينيين إذا ما عبروا الأراضي المصرية. حيث سخر أبوالغيط من المقاومة منتقداً إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، زاعماً أنها "تعود مرة أخرى لتقتل الفلسطينيين، أو تفقد في الرمال داخل إسرائيل" فتعطي الفرصة للدولة العبرية بأن تقوم بضرب الفلسطينيين.
وزعم أبو الغيط ـ فيما زعم ـ أن رفض حماس إعادة تشغيل معبر رفح، وفق اتفاق عام 2005 "يعني أنها تعاقب الشعب الفلسطيني، لأنه هو المتضرر من إغلاق المعبر". وكان يشير بذلك إلى الاتفاق الذي تريد كل من (مصر وإسرائيل والولايات المتحدة والأوروبيين والجامعة العربية والسلطة الفلسطينية) العمل به لدعم تولي أجهزة عباس السيطرة على المعابر، وجميع هؤلاء لا يريدون وجود أي علاقة لحماس بترتيبات المعابر.
وكان مصدر مصري رفيع صرح لصحيفة "الحياة" : بأن "معبر رفح لن يُفتح في وجود سلطة غير سلطة الرئيس محمود عباس". وشدد على أن "هذه المسألة غير قابلة للنقاش"، رافضاً أي "وجود ولو رمزي لحركة حماس.. لأنها تنظيم وليست سلطة".
واستكمالاً للمهزلة الرسمية، قال وزير الدفاع المصري المشير حسين طنطاوي، إنه لن يسمح لأحد بالمساس بالأمن القومي المصري أو محاولة اختراقه. مؤكداً "أن مصر تمتلك منظومة دفاعية وقتالية متكاملة"!. وهي تصريحات لم يعتقد أحد أنها ربما تكون موجهة إلى إسرائيل ـ العدو الحقيقي الذي يقف على الحدود ويهدد الأمن القومي المصرى والعربى على حد سواء ـ بل هي موجهة مباشرة لسكان غزة ولحركة حماس.!! وعقبت المصادر الصحفية بأن : الجيش المصري لديه الاستعداد التام للدخول إلى مدينة رفح الفلسطينية، في حال تم الاعتداء على قواته.
وهذا التصعيد الرسمي المصري تجاه حركة حماس ـ المنتخبة من الشعب الفلسطيني والحاكمة في غزة ـ لم يكن هو العربي الوحيد الذي نحى هذا المنحى، فلم تكن مصر وحدها التي صعدت المواجهة مع سكان غزة بل آزرتها دول عربية أخرى، على رأسها الأردن والسعودية والكويت والسلطة الفلسطينية بقيادة أبومازن.
إذ أشارت التقارير الصحفية إلى أن القاهرة تلقت ضوءاً أخضراً، من المملكة العربية السعودية لمواجهة حركة حماس، ووقف تدفق الفلسطينيين عبر حدودها، مشيرة إلى أن السعوديين يعتقدون أن استمرار عدم ضبط الحدود يشكل خطراً وجوديا على مصر والسعودية معاً. وأشارت المصادر إلى أن تصريحات كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التي هدد فيها "بكسر رجل كل من يحاول اجتياز الحدود" ووزير الدفاع المصري المشير طنطاوي حول قدرات الجيش المصري وتسليحه، ما كانت لتتم لولا ضوء أخضر سعودي.
ومتوافقاً مع توجهات محور الاعتدال العربي، اتهم الأردن حركة حماس بمصادرة قافلة مساعدات أرسلتها إلي غزة، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام ناصر جودة : إن 16شاحنة أرسلوا إلى مخزن تابع لحماس. معتقداً أن الضحية بطبيعة الحال هم "المحتاجون المستحقون لهذه المساعدات".
وعلى الفور انتهزت سلطة محمود عباس التصريحات الأردنية لتتشفى من حماس، منددة بما أسمته "سرقة" الحركة للقافلة الأردنية. واتهم نمر حماد ـ مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون السياسية ـ الحركة بمحاولة الاستيلاء على كل ما يقدمه الأشقاء العرب وخاصة الأردن. معتبراً أن ما حصل يندرج في إطار تشجيع حماس لمظاهر تحدي الأشقاء في جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية مستغلين معاناة الناس.
ومن جهته استغرب صائب عريقات ـ رئيس دائرة شؤون المفاوضات ـ كيف تتنكر حماس للتضحيات العظيمة لمصر ومواقفها. بينما وصف أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم فتح حماس بالعصابات وقطاع الطرق.
وفي رده على هذه الاتهامات أوضح المهندس (زياد الظاظا) ـ وزير الاقتصاد في حكومة حماس ـ أن وزارته ضبطت المساعدات التي حاول الهلال الأحمر ــ وهو جمعية تهيمن عليها حركة فتح ـ أن يرسلها إلى سلطة رام الله وتنظيم سياسي معين، في إشارة إلى فتح، وإن الوزارة قامت بتسليمها إلى وكالة الغوث، مشيراً إلى أن وزارته قامت بتصوير وتسجيل وحصر هذه المساعدات بالصوت والصورة وإرسالها إلى الهيئة الخيرية الأردنية.
وبالنظر إلى هذه الحملة الرسمية العربية للتحريض على حماس يتبين أنها مواقف في مجملها جاءت على عكس ما كان مرجواً من الأنظمة التي وقفت خلفها، إذ كان الشعب الفلسطني في ظل هذه الأزمات والاعتداءات التي يتعرض لها في أمس الحاجة لموقف مصري وعربي وإسلامي داعم. إلا أن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية التي تدعمها الأنظمة العربية تقوم أساساً على خنق الفلسطينيين سواء في غزة أو في رام الله، وليس هناك أدنى شك في أن هذه الاستراتيجية لم تكن لتحقق أدنى نتيجة لولا التوطوء العربي الكامل مع بنودها.
ومن ثم فإن الحديث عن تهديد الفلسطينيين للأمن القومي المصري أكذوبة لا ينبغي أن تنطلي على أحد، لأن جياع غزة لم يتدفقوا إلي الحدود من أجل النهب، والسلب، وتهديد الأمن القومي، وانتهاك السيادة، وإنما لشراء الخبز وعلب الحليب لأطفالهم.. وقد كانت الفصائل الفلسطينية دوماً محترمة للأمن القومي ومقدرة للدور المصري رغم انه لم يكن بقدر الأزمة. وليس أدل على السلوك المتحضر للفلسطينيين من أنهم أعادوا 2000 مصرياً كانوا يريدون الانضمام للمقاومة. والأمن المصري لا يهدده الفلسطينيون بل يهدده الإسرائيليون الذين يدخلون الحدود من دون تأشيرة ويعيثون عليها فساداً.
في تعليق له على المواقف الرسمية وتصريحات أبوالغيط ، قال أنور رجا ـ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة" ـ :من "المفارقة أن يتوعد أبو الغيط أطفالنا ونساءنا ومرضانا، وهم يهرعون نحو أشقائهم لتأمين لقمة عيش، أو حبة دواء، أو نقطة حليب، أو لترات وقود تقي شر البرد القارص في هذه الفترة من السنة، في حين أن معالي الوزير أبو الغيط يستقبل بالابتسامات العريضة ودون أذونات مسبقة الوافدين الصهاينة إلى طابا وشرم الشيخ تحت عناوين ملتبسة وشعارات بعضها السياحة والاستجمام". وأعرب رجا الذي يشغل منصب مسؤول دائرة الإعلام في "القيادة العامة" عن استنكاره لاستخفاف أبو الغيط بعذابات وآلام الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة على أيدي قوات الاحتلال.

Tuesday, February 12, 2008

تعلم الفوتوشوب مجانا

السلام عليكم ورحمة الله




اليوم رح نبدئ اول دروس لنا في هذي الدورة

وأن شالله تطلعون منها بكل ماهو مفيد وممتع

في عالم الفتوشوب عالم له بداية لكن ماله نهاية من الابداع >>مو كثرتي انتي

أول شي أبغي اعرفكم أنو مافي شي مستحيل والبرنامج ابد مو صعب

بل هو سهل وممتع... اقول هذا الكلام لانو القوائم كثيرة وشرحها أكثر

بس مو مطلوب منكم لا حفظها ولا تطبيقها الفكرة انو تعرفون ايش فايدتها

وتأخذون نبذة بسيطة عن البرنامج ومع التدريب والشغل عليه لحالكم رح

تكتشفون وتعتادوا علي هذي القوائم وتحفظونها .




































منتدى رواء الروح النسائي

اخبارغزة بعد كأس الامم الافريقية

بسم الله الرحمن الرحيم
مبروك الكأس لمصر
باين على هرجع اشجع الكورة تانى
اصل فرحة الكأس دة غير
وابو تريكة و الشباب اتفقوا
يدبحوا عجل و يبنوا مسجد فى غانا
حتى شوفوا الصور
تصدقوا بالله
قولوا لا اله الا الله
الاحتفالات دى فى غزة مش فى مصر
اى و الله
امام سفارتنا فى غزة
لاننا واحد
شعب واحد ودم واحد و امة واحدة
انا اعرف اهلوية وزمالكاوية متعصبين هناك
بيحبوا مصر و كورة مصر و اهلها
ولن يستطيع و لا اى احد ان يفرق بينا
ابدااااااااااااااااااا
ان شاء الله
الفيديو مسجل من الفضائية المصرية
من فلسطين لمن أحب فلسطين
وفاء للأوفياء
دة شاب فلسطينى
مصر احتلت وجهه
شايفين الفرحة و الابتسامة
فلسطين طلعت كلها بعد الماتش
تهيص فى الشوارع
اتعدوا منا
الله يسعدهم - لهم كتير ما فرحوش
ويسعدك يا بو تريكة انت و اللى معاك
زى ما اسعدتم الناس كلها
الصور منقولة من رسالة رامى عمران
وابو عبد الله من فلسطين
وبنحبك يا فلسطين
عدد قراء رسائلنا

finance brokers

للاشتراك عبر أي بريد غير ياهوو أكتب بريدك
واضغط على كلمة اشترك الان
2.gif picture by nourislamna3
Untitled-1.gif picture by nourislamna3
*****

Saturday, February 9, 2008

الانترنت امتحان الاخلاق

الإنترنت امتحان الإيمان والأخلاق والعقول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الإنترنت ثورة كبرى في عالم المعلومات، وميدان فسيح لامتحان الإيمان والأخلاق بل والعقول.
فالخير مفتوح الأبواب، والشر معروض بشتى الأساليب، وبإمكان الذي يتعامل مع الإنترنت أن يطلق لسانه بما شاء، وأن يُسَرِّحَ بصرَه كما يريد، وأن يخط بيده ما يرغب؛ فلا حسيب عليه، ولا رادع له، ولا مُوْقِف له عند حد.
فإن تسامى واستعلى، ونظر في العاقبة، واستحضر رقابة ربه، وشهوده عليه - أفلح وأنجح، واقتحم تلك العقبة.
وإنْ هو أطلق لنفسه العنان، ومال حيث يميل الهوى، وغاب عنه رادع الإيمان ووازع التقوى - أوشك أن يرتكس في حمأة الرذيلة، ويسقط على أم رأسه في الحضيض، فلا يكون من رواء ذلك إلا إذلال النفس، وموت الشرف، والضعة والتسفُّل.
ولهذا كان حرياً بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت، وأن لا يْفْرِطَ في الثقة في نفسه، فيوقعها في الفتنة، ثم يصعب عليه الخلاص منها.
وجديراً به إذا أراد أن يقدم أية مشاركة، أو مداخلة، أو ما جرى مجرى ذلك أن ينظر في جدوى ما يقدم، وأن يحذر من أذية المؤمنين، وإشاعة الفاحشة فيهم، وأن ينأى بنفسه عن القيل والقال، واستفزاز المشاعر، وكيل التهم، وتسليط الناس بعضهم على بعض.
وإذا أراد أن يعقب أو يرد فليكن ذلك بعلم، وعدل، ورحمة، وأدب، وسمو عبارة.
وإذا أراد أن يشارك فليشارك باسمه الصريح، وإن خشي على نفسه إن صرح باسمه، أو رغب في إخلاص عمله، فليحذر من كتابة ما لا يجوز ولا يليق، وليستحضر وقوفه بين يدي الله يوم تبلى السرائر.
وعلى العاقل كذلك أن يحذر خطوات الشيطان؛ فهو متربص ببني آدم، وقاعد لهم بكل سبيل؛ فهو عدوهم الذي يسعى سعيه في سبيل إغوائهم.
قال ربنا - تبارك وتعالى - في غير موطن في القرآن الكريم: (( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )).
فالعاقل اللبيب لا يثق بعدوه أبداً، ولا يلقي نفسه في براثن الفتن، ولا يفرط في الثقة مهما بلغ من العقل، والدين، والعلم.
ومن هنا تجده ينأى عن الفتن، ولا يستشرف لها؛ فإذا تعرضت له أُعِين عليها، وصاحبه اللطف الإلهي.
وإنْ هو وثق بنفسه، وسعى إلى حتفه بظلفه وُكِلَ إلى نفسه، وزال عنه اللطف.
فهذا يوسف - عليه السلام - لم يتعرض للفتنة، بل هي التي تعرضت له.
ومع ذلك لم يثق بإيمانه، وعلمه، وشرفه المُعْرِق، بل فر من الفتنة، واستعاذ بالله من شرها، واعترف بأنه إن لم يصرف الله عنه كيد النسوة صبا إليهن وكان من الجاهلين.
ولما كانت هذه هي حالَه صاحَبَهُ اللطف، وأُعِين على الخلاص من ذلك البلاء العظيم.
ومما يعين على تعدي هذه البلايا أن يخصص الإنسان وقتاً محدداً، وعملاً معيناً، وأن يكون له هدف واضح، ويتعامل من خلال ذلك مع الإنترنت.
أما إذا استرسل مع تصفُّح الأوراق، والانتقال من موقع إلى موقع دون هدف أو غاية - ضاع وقته، وقلَّت فائدته، وإفادته.
ومما يعين على ذلك - أيضاً - أن ينظر العاقل في العواقب، وأن يقهر نفسه، ويلجمها بلجام التقوى.
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: " بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمض ".
يعني وإن آلم وأحرق.
وقال - رحمه الله -: " وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوياً لأنه قَهَر ".
ومما يعين على ذلك أن يتجنب المتعامل مع الإنترنت المثيراتِ؛ فيبتعد عن المواقع المنحطة، وعن المنتديات التي يثار فيها الكلام الفاحش، وعن المقالات التي تثير الغرائز، وتحرك الكوامن.
وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة؛ فإن مَثَلَ النفوسِ - بما جُبِلَتْ عليه من ميل للشهوات، وما أودع فيها من غرائز تميل مع الهوى حيث مال - كمثل البارود، والوقود، وسائر المواد القابلة للاشتعال؛ فإن هذه المواد، وما جرى مجراها متى كانت بعيدة عما يشعل فتيلها، ويذكي أوارها - بقيت ساكنة وادعة، لا يخشى خطرها، والعكس.
وكذلك النفوس؛ فإنها تظل وادعة ساكنة هادئة؛ فإذا اقتربت مما يثيرها، ويحرك نوازعها إلى الشرور من مسموع، أو مقروء، أو منظور، أو مشموم - ثارت كوامنها، وهاجت شرورها، وتحرك داؤها، وطغت أهواؤها.
قال ابن حزم - رحمه الله -:
لا تـلُم مَنْ عَرَّضْ النفسَ لما * ليس يُرضي غيرَه عند المحنْ
لا تُـقَرِّبْ عـرفجاً من لهبٍ * ومـتى قَـرَّبْتَهُ ثـارتْ دُخنْ
وقال:
لا تُتْبِعِ النفسَ الهوى * ودَعِ التعرضَ للفتن
إبـليسُ حيٌّ لم يمت * والـعينُ بابٌ للفتن
وقال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني - رحمه الله -:
من قارفَ الفتنةَ ثم ادعى ال * عـصمة قـد نافقَ في أمره
ولا يـجيز الشرعُ أسباب ما * يـورط الـمسلمَ في حظره
فانجُ ودعْ عنك صُداعَ الهوى * عـساك أن تـسلمَ من شَرِّه
ومما يعين على النجاة من فتنة الإنترنت غض البصر، لأن الصورة القبيحة تعرض للإنسان ولو بدون قصد؛ فإذا غض بصره أرضى ربه، وأراح قلبه؛ فالعين مرآة القلب، وإطلاق البصر يورث المعاطب، وغض البصر يورث الراحة؛ فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته.
قال ربنا - عز وجل -: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ )).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذه الآية: " فجعل - سبحانه - غض البصر، وحفظ الفرج هو أقوى تزكيةٍ للنفوس.
وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشر ور من الفواحش، والظلم، والشرك، والكذب، وغير ذلك ".
ومما يجب على الإنسان حال تعامله مع الإنترنت أن يتثبت مما يقوله، ويسمعه، ويقرؤه، ويرويه.
وبذلك يُعْلَمُ عقلُ الإنسان، ورزانته، وإيمانه.
كيف والإنترنت يُكْتَبُ فيه الغث في السمين، ويَكْتُبُ كل من هب ودب، وبأسماء مجهولة مستعارة ؟
فعلى العاقل أن ينظر في هذا الأمر؛ فإذا اطلع على خبر أو أمر من الأمور تَثَبَّتَ في شأنه، وإذا ثبت له نظر في جدوى نشره، فإن كان في ذلك حفز للخير، واجتماع عليه نشره، وأظهره، وإن كان خلاف ذلك طواه وأعرض عنه.
وكم حصل من جراء التفريط في هذا الأمر من الشر والخلل.
وكم من الناس من يلغي عقله، ويتعامل مع ما ينشر في الإنترنت وكأنه وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإلا فإن العاقل اللبيب يتثبت، ويتأنى حتى ولو اطلع على كلام لشخص معروف موثوق، فضلاً عن مجهول، أو غير موثوق.
ولقد جاء النهي الصريح عن أن يحدث المرء بكل ما سمع.
قال صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع ". رواه مسلم.
ويتعين هذا الأدب في وقت الفتن والملمات، فيجب على الناصح لنفسه أن يتحرى هذا الأدب؛ حتى يقرب من السلامة، وينأى عن العطب.
قال الله - تعالى -: (( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً )) النساء: 83.
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: " هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة، والمصالح العامة مما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم - أن يتثبتوا، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم: أهل الرأي، والعلم، والنصح، والعقل، والرزانة، الذين يعرفون الأمور، ويعرفون المصالح وضدها.
فإذا رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين، وسروراً لهم، وتحرزاً من أعدائهم - فعلوا ذلك، وإن رأوا ما ليس فيه مصلحة، أو فيه مصلحة، ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه.
ولهذا قال: (( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )).
أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يُوَلَّى من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم؛ فإنه أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمرُ بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه ".
وقال - رحمه الله - في موضع آخر حاثاً على التَّثبُّت، والتدبر، والتأمل قال: " وفي قوله - تعالى -:
(( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً )) طه: 114 أدبُ طالب العلم، وأنه ينبغي له أن يتأنى في تدبره للعلم، ولا يستعجل بالحكم على الأشياء، ولا يعجب بنفسه، ويسأل ربه العلم النافع والتسهيل ".
وقال - رحمه الله -: " قوله - تعالى -: (( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ )) النور: 12 هذا إرشاد منه لعباده إذا سمعوا الأقوال القادحة في إخوانهم المؤمنين رجعوا إلى ما علموا من إيمانهم، وإلى ظاهر أحوالهم، ولم يلتفتوا إلى أقوال القادحين، بل رجعوا إلى الأصل، وأنكروا ما ينافيه ".
قال ابن حبان - رحمه الله -: " أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
الـرفقُ أيـمنُ شـيءٍ أنت تَتْبَعُه * والـخُرقُ أشأمُ شيء يُقْدِم الرَّجُلا
وذو الـتثبت مـن حمد إلى ظفرٍ * من يركبِ الرفقَ لا يستحقبِ الزللا
ومما ينبغي للعاقل في هذا الشأن ألا يحرص في إبداء رأيه في كل أمر، وألا يقول كل ما يعلم بل اللائق به أن يراعي المصالح؛ فلا يحسن به أن يبدي رأيه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يلزمه أن يتكلم بكل نازلة؛ لأنه ربما لم يتصور الأمر كما ينبغي، وربما أخطأ التقدير، وجانب الصواب، والعرب تقول في أمثالها: " الخطأ زاد العَجُول ".
بخلاف ما إذا تريث وتأنى؛ فإن ذلك أدعى لصفاء القريحة، وأحرى لأنْ يختمر الرأي في الذهن، وأخلق بالسلامة من الخطأ.
والعرب تمدح من يتريث، ويتأنى ويقلب الأمور ظهراً لبطن، وتقول فيه: " إنه لحُوَّلٌ قُلَّب ".
بل ليس من الحكمة أن يبدي الإنسان رأيه في كل ما يعلم حتى ولو كان متأنياً في حكمه، مصيباً في رأيه؛ فما كل رأي يجهر به، ولا كل ما يعلم يقال.
بل الحكمة تقتضي أن يحتفظ الإنسان بآرائه إلا إذا استدعى المقام ذلك، واقتضته الحكمة والمصلحة، وكان دأبه في ذلك المشاورة خصوصاً في الأمور الكبار.
وزن الـكلام إذا نـطقت فإنما * يبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ
قال أحد الحكماء: " إن لابتداء الكلام فتنةً تروق وجدَّةً تعجب؛ فإذا سكنت القريحة، وعدل التأمل، وصفت النفس - فليعدِ النظر، وليكن فرحُه بإحسانه مساوياً لغمِّه بإساءته ".
وقال ابن حبان - رحمه الله -: " الرافق لا يكاد يُسْبَق كما أن العَجِل لا يكاد يَلْحَق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم.
والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم.
والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تُكَنِّي العجلة: أمَّ الندامات ".
وذكر بسنده عن عمر بن حبيب قال: " كان يقال: لا يوجد العجول محموداً، ولا الغضوب مسروراً، ولا الحر حريصاً، ولا الكريم حسوداً، ولا الشَّرِه غنياً، ولا الملول ذا إخوان ".
ولهذا تتابعت نصائح الحكماء على التريث خصوصاً عند إرادة الإقدام على مواقع الخطر، قال المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ مِرَّةٍ * بلغت من العلياء كل مكان
وقال:
وكل شجاعة في المرء تغني * ولا مثل الشجاعة في الحكيم
ومما ينبغي للعاقل: أن يعتدل في طرحه، وأن يحذر من المبالغة، وتضخيم الأمور؛ لأن الحقيقة تضيع بين التهويل والتهوين.
والعرب تقول في أمثالها: " خير الناس هذا النمط الأوسط ".
وأعظم زاجر وواعظ للمرء، ومعين له على الإفادة من الإنترنت، والسلامة من شروره وغوائله - لزوم المراقبة لله - عز وجل - واستشعار اطلاعه - تبارك وتعالى -.
وما أبصرت عيناي أجمل من فتى * يخاف مقام الله فـي الخلوات
فحري بالعاقل أن يستحضر هذا المعنى جيداً، وأن يتذكر دائماً أن الغيب عند الله علانية، فكيف يليق بالمرء أن يجعل الله - عز وجل - أهون الناظرين إليه ؟! وحقيق عليه أن يدرك أنه من أخفى خبيئة ألبسه الله ثوبها، ومن أضمر شيئاً أظهره الله عليه سواء كان ذلك خيراً أو شراً؛ فالجزاء من جنس العمل، و (( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ )).
وإليك أخي القارئ الكريم هذه الكلماتِ النورانيَة في هذا الشأن من بعض أئمة السلف - رحمهم الله ورضي عنهم -:
قال أبو حازم سلمة بن دينار - رحمه الله -: " لا يُحْسِن عبد فيما بينه وبين الله - تعالى - إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يُعَوِّر - يفسد - فيما بينه وبين الله - تعالى - إلا عوَّر الله فيما بينه وبين العباد، ولَمُصَانَعَةُ وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها؛ إنك إذا صانعت الله مالت الوجوه كلُّها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنأتك - أبغضتك - الوجوه كلها ".
وقال المعتمر بن سليمان - رحمه الله -: " إن الرجل يصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته ".
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: " نظرت في الأدلة على الحق - سبحانه وتعالى - فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها: أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله - عز وجل - فيظهره الله - سبحانه - عليه ولو بعد حين، وينطق الألسنة به، وإن لم يشاهده الناس.
وربما أوقع صاحبَه في آفة يفضحه بها بين الخلق؛ فيكون جواباً لكل ما أخفى من الذنوب، وذلك؛ ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع مِنْ قَدَره وقدرته حجاب ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل.
وكذلك يخفي الإنسان الطاعة، فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن؛ لِيُعْلَمَ أن هنالك ربَّاً لا يُضيع عَمَلَ عامل.
وإن قلوب الناس لَتَعْرِفُ حال الشخص، وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وفْقَ ما يتحقق بينه وبين الله - تعالى - فإنه يكفيه كلَّ همٍّ، ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده، وعاد حامده ذامَّاً ".
وقال - رحمه الله -: " إن للخلوة تأثيراتٍ تَبيْنُ في الجلوة؛ كم من مؤمن بالله - عز وجل - يحترمه عند الخلوات، فيترك ما يشتهي؛ حذراً من عقابه، أو رجاءً لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هنديَّاً على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبتُه، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوتَ العود.
فترى عيون الخلق تعظِّم هذا الشخص، وألسنتهم تمدحه، ولا يعرفون لِمَ، ولا يقدرون على وصفه؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح - يعني الروائح - بعد الموت على قدرها؛ فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره، وقبره، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب، وعلى مقادير تلك الذنوب - يفوح منه ريح الكراهة، فتمقته القلوب.
فإن قلَّ مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه.
وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه، ولا يذمونه.
وربَّ خالٍ بذنب كان سبب وقوعه في هُوَّة شِقْوة في عيش الدنيا والآخرة، وكأنه قيل له: ابق بما آثرت؛ فيبقى أبداً في التخبيط.
فانظروا إخواني إلى المعاصي أثَّرت، وعَثَّرت.
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: إن العبد ليخلو بمعصية الله - تعالى - فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.
فتلمحوا ما سطرته، واعرفوا ما ذكرته، ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم؛ فإن الأعمال بالنية، والجزاء على مقدار الإخلاص ".
وقال ابن الجوزي - رحمه الله -: " إنه بقدر إجلالكم لله - عز وجل - يجلكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم.
ولقد رأيت - والله - من أنفق عمره في العلم إلى أن كَبِرت سنُّه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله - عز وجل - في صبوته - مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم - فَعَظَّم اللهُ قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام، وإذا زاغ مال عنه اللطف.
ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب ".
وكما أنه يجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن شر الإنترنت فكذلك ينبغي له أو يجب عليه ألا يحرم نفسه من خيره، خصوصاً إذا كان ذا دراية، وتخصص فيه؛ فلا يحسن به أن يكون قصاراه ألا يقع في المحذور.
بل عليه أن يقدم النافع المفيد، من المشاركات الهادفة، والاقتراحات النافعة، والدلالة على المواقع الإسلامية الموثوقة.
كما عليه ألا يحقر نفسه في إنكار ما يراه من منكر أو قبيح في الإنترنت كل ذلك بحسب قدرته واستطاعته.
وأخيراً إليك أيها الأخ الكريم هذه التساؤلات:
ألا تشعر - وأنت تقلب بصرك في الصور الخليعة - بظلمة في قلبك، ووهن في بدنك، وزهد بالفضيلة ورغبة في الرذيلة ؟ !
ألا تحسُّ - وأنت تطالع المهاترات، وتصيخ سمعك لما يقال في فلان وفلان - بقسوة في قلبك، وإساءة في ظنك، وتشاؤمٍ في نظرتك.
ألا تشعر - إذا قضيت الساعات الطوال أمام الإنترنت بلا فائدة - بضيق في صدوك، وتكسُّرٍ لحاجاتك ؟ حتى إنك لا تطيق من بجانبك، ولا تحرص على الرد بمن يتصل بك عبر الهاتف ؟
وفي مقابل ذلك ألا تشعر بنشاط، وأنس، وسرور وقوةٍ إذا قدمت الخير، وغضضت البصر عن الحرام، واتقيت الله في الخلوة ؟ !.
أسأل الله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى - أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، مباركين أينما كنا.
والحمد لله رب العالمين.
محمد بن إبراهيم الحمد
موقع دعوة الإسلام
مع تحيات
نسمة المسلمة

المسلمون فى كينيا

المسلمون في كينيا.. جزء حي من مجتمع مأزوم
بقلم: علي عبد العال
ــــــ

لم يخض المسلمون غمار الانتخابات الرئاسية الأخيرة في كينيا - وإن شاركوا في عملية الاقتراع كجزء من الشعب- لأن المتنافسين على الرئاسة لم يكن من بينهم أي مرشح مسلم، باستثناء (ناظلين عمر) التي خاضت الانتخابات تحت شعار «رئيسة الشارع».
وعلى الرغم من أن الاعتراضات على نتائج الانتخابات قادها زعيم المعارضة غير المسلم، ضدّ رئيس الجمهورية غير المسلم أيضًا، فإن المسلمين -مثل غيرهم- صدموا بهذه النتائج، حسبما أعلن رئيس «منتدى القيادات الإسلامية» عبد الله عبدي، ملقيًا اللوم على «لجنة الانتخابات التي قصَّرت بدورها في عملية الفرز الدقيق لأصوات الناخبين».
وكغيرهم من أبناء الشعب الكيني تضرروا كثيرًا؛ جراء الصراع، وأعمال العنف التي اجتاحت البلاد، عقب الإعلان عن تلك النتائج؛ حيث شهدت مناطق يقطنها المسلمون جرائم قتل، وأعمال نهب، وإحراقًا للمنازل، والمحلات التجارية المملوكة لهم.
ولعل نظرة سريعة على الخارطة السياسية للمسلمين في هذا البلد الشرق إفريقي، تنبئ بأن هذه الأقلية -التي عانت طويلًا من ظلم اجتماعي وسياسي واقتصادي- لم تختر أن تنضوي تحت أي من المجموعات العرقية والإثنية، المتنافسة على السلطة في البلاد. ذلك على الرغم من بروزهم -لأول مرة في تاريخ التعددية الحزبية القصير- ككتلة مهمة ذات تأثير حاسم في الانتخابات.
بل وسجل المسلمون موقفًا مشرفًا عندما خرجت قيادات (المجلس الأعلى لمسلمي كينيا) و(مجلس الأئمة والدعاة) لتعلن للناس أنها -كأهم مرجعيات المسلمين في كينيا- لا تتدخل في خيارات الناخب المسلم، ودعت الناس إلى التصويت لمن تروق لهم برامجه، دون أن تكون هناك وصايا على المسلمين، ورأى الشيخ محمد إدريس رئيس مجلس الأئمة: أن القضايا السياسية هي جزء من الحقوق الديمقراطية التي تُمَارس على الصعيد الفردي.
ولقد أفاضت التقارير التي تحدثت عن ودهم الذي سعى المرشحون إلى خطبه، حتى علق (محمد طيج) -صحفي كيني مسلم- بالقول: «هذه أول انتخابات يبدي فيها المرشحون للرئاسة الكينية اهتمامًا بالمسلمين». إذ إن شعورًا عامًّا بأن أصوات المسلمين غالية جدًّا كان سائدًا في هذه الانتخابات عن الاستحقاقات السابقة.
وبحسب صحيفة «ستاندارد» الكينية، شارك الرئيس المنتهية ولايته (مواي كيباكي)، ومنافسه أودينجا المسلمين احتفالاتهم بعيد الفطر، كما اعتمد كيباكي -ولأول مرة- عيد الأضحى كعطلة رسمية في عموم كينيا، بعد أن كان عطلة خاصة بالمسلمين فقط دون غيرهم. وشكَّل أيضًا لجنة عليا ضمت النائب العام، والسكرتير العام لوزارة الخارجية، ومندوبين من الوزارات؛ لتقصي الحقائق حول شكوى المسلمين من وجود تمييز ديني ضدهم، من قِبَل الدوائر الحكومية، وخاصة عند استخراج البطاقة الشخصية وجواز السفر.
وفي حومة السباق الرئاسي تحدث المراقبون عما أسموه «انقسامًا» شهدته الأوساط الإسلامية، حول المرشح الذي صوتوا له؛ حيث أرادت شريحة كبيرة من المسلمين عقاب كيباكي؛ لعدم استجابته لحل قضاياهم أثناء فترة حكمه التي امتدت 4 سنوات، ولتعاونه بشكل كبير مع واشنطن فيما يسمى بالحرب على «الإرهاب»؛ لذا ناصرت غريمه (رايلا أودينجا)، وتزعم هذا الاتجاه بعض قيادات «ملتقى زعماء المسلمين».
بل وتناقلت وسائل الإعلام الكينية أن أودينجا وقَّع معاهدة سرية مع بعض القيادات من «ملتقى زعماء المسلمين» لحل مشاكل المسلمين، كما وعد في حال فوزه بوقف التعاون مع أمريكا في الحرب على الإرهاب، وكانت تصريحاته عامة مؤيدة لقضايا المسلمين. وقد أرجع رئيس المجلس الأعلى للمسلمين الشيخ (محمد دور محمد) سبب ذلك إلى عدم وفاء كيباكي بوعوده للمسلمين في الانتخابات التي فاز بها قبل خمس سنوات، إلا أن الشيخ حسين، وهو من علماء الدين البارزين في كينيا، عارض الفكرة، ورأى أن كيباكي أوفى بالتزاماته للمسلمين، والتي تمثلت في بناء جامعة في مومباسا، وصيانة الطريق الذي يربط المدينة الساحلية ذات الأهمية التجارية بالعاصمة نيروبي. والشيخ حسين ضمن شريحة راضية عن أداء كيباكي، وتعتقد -رغم مخالفتها إجماع المسلمين- أنه الأقدر على حل مشاكلهم، وتراه متفهمًا لقضاياهم العادلة، ويتزعم هذا التيار بعض القيادات في «مجلس الأئمة والدعاة».
بعض مشاكل المسلمين في كينيا
وبشكل عام، يواجه المسلمون في كينيا حزمة من المشاكل القديمة، أهمها : تضاؤل وزنهم السياسي، وعدم لعبهم الدور الذي يتناسب مع أوضاعهم. فعلى الرغم من أنهم يشكلون ثلث السكان (35% من عدد السكان البالغ 32.5 مليون نسمة، حسب موقع سكان العالم) فإنهم لا يلعبون دورًا سياسيًّا يُذْكَر، بل ويعانون من التهميش؛ حيث إن مجلس الوزراء الكيني لا يضم إلاّ وزيرين مسلمين للتضامن الاجتماعي والتراث، وهما منصبان ثانويان.
وبينما يبلغ إجمالي مقاعد البرلمان 224 مقعدًا، لا يحوز المسلمون منها سوى على نسبة 10% من مقاعد البرلمان الحالي، وهو ما يؤكد أن القيادة السياسية في البلاد تقع كاملة في أيدي النصارى والوثنيين. ويذهب الدكتور محمود أحمد عبد القادر -مدير مركز (لامو) للشباب المسلم في كينيا- إلى أن المسلمين في كينيا عانوا طويلاً من التهميش والتمييز، وأُبعدوا طوال العقود الخمس التي تلت الاستقلال عن مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي، وحُرمت مناطقهم من الخطط التنموية، وإنشاء مدارس، أوجامعات أو مستشفيات.
وعلى الرغم من أن الأزمة الاقتصادية تضرب جميع الكينيين، إلاّ أن هذه الأزمة تظهر أشد وطأة في الأماكن والتجمعات التي يشكِّل فيها المسلمون أغلبية؛ إذ وصلت نسبة المسلمين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى أكثر من 55% ، كما تنتشر في صفوفهم البطالة بنسبة 30% ، نتيجة السياسات الحكومية التمييزية ضدهم، والتصميم على حرمان مناطقهم من الخطط التنموية. بل إن المأساة تتصاعد حينما تعلم أن الحكومة حاولت تغيير الطبيعة الديموجرافية في مناطق المسلمين.
وقد أدت الحرب المزعومة على الإرهاب إلى غلق الكثير من مكاتب مؤسسات الإغاثة الإسلامية، والتي كانت تزود المسلمين في كينيا بالكثير من العون فيما يحتاجونه من مشروعات، فبينما أغلق البعض من تلقاء نفسه، أغلقت الحكومة الكينية البعض الآخر، ولم يتبق إلا النزر اليسير من تلك الهيئات.
ويقول قادة المجتمع المسلم: إن أكبر مصدر لسخط المسلمين ومعاناتهم، هو التحالف العميق بين كينيا والولايات المتحدة في الحرب على ما يسمى (الإرهاب)، ومشاركة نيروبي في «التسليم الاستثنائي» للمواطنين لمراكز اعتقال سرية خارج البلاد؛ حيث اعتقلت الشرطة عشرات المسلمين، وتم تسليمهم على هذا الأساس.
وكان رئيس المجلس الأعلى لمسلمي كينيا، قد أدلى بحديث لشبكة التليفزيون الكينية (K.T.N)، طالب فيه الحكومة الكينية بإلغاء دور أجهزة المخابرات الأمريكية في تتبع وملاحقة من تسميهم أمريكا بالإرهابيين. وقال الشيخ (آل بو سعيد): إن حملة تلك الأجهزة تركِّز وتوجه دائمًا ضد المسلمين؛ مما يولد انطباعًا خاطئًا لدى المواطنين بأن الإسلام دين إرهاب، مبينًا أن المسلمين في كينيا يتصفون بالوداعة والمسالمة، وعدم الميْل إلى العنف.
ويعاني المسلمون أيضًا في هذا البلد من الزحف التنصيري الهائل، والسيطرة اليهودية المتغلغلة في البلاد، لا سيما بعد إجبار الهيئات والمنظمات الإسلامية كمؤسسة (الحرمين)، و(الندوة العالمية للشباب الإسلامي) على مغادرة البلاد ، مما أفسح المجال أمام حركات التنصير والتهويد مثل «شهود يهوه»، والإرساليات التنصيرية الأمريكية. حيث تنفق هذه المنظمات أموالاً طائلة؛ لتذويب هوية المسلمين؛ غير أن هذا الإنفاق لم يُقابل بتحقيق نجاحات إلا نادرًا، وفي أوساط القبائل الوثنية.
خارطة المسلمين في البلاد
وبشكل عام، ينتشر المسلمون في أغلب المدن الكينية، خصوصًا في مدن الشمال والشرق الكيني، مثل موباسا، وكيلوا، وماتيه، وجيدي، وسانجي، ولامو، وماليدي، وماجوما، بالإضافة إلى العاصمة نيروبي وما حولها.. ومن المسلمين بكينيا جالية هندية باكستانية، وجالية فارسية، هذا فضلاً عن الجالية العربية.
وللمسلمين في كينيا العديد من الهيئات والجمعيات يزيد عددها عن الخمسين، على رأسها:
ـ «المجلس الأعلى لمسلمي كينيا»:
وهو الممثل الرسمي للمسلمين أمام الحكومة الكينية، والذي يتواصل معها من أجل رسم السياسات الخاصة بالمسلمين، وضمان حقوقهم، ويندرج تحته كل من «مجلس العلماء» و«مجلس الأئمة والعلماء»، وهما المختصان بالشئون الدينية وشئون المساجد في كينيا.
ـ «مجلس الأئمة والعلماء»:
أنشئ عام 2001م ويضم فرعه الرئيس في العاصمة نيروبي 12 عضوًا، وله 4 فروع أخرى نشيطة، ويقوم على برامج التوعية من الأمراض، وبرامج للتوعية بالمشاركة في الانتخابات العامة، وبرامج للتوعية بالحقوق المدنية، وبرامج للتدريب على العلوم العصرية مثل علم النفس، والبرامج الاجتماعية للأئمة، وبرامج أخرى لرفع مستوياتهم العلمية.
ـ«المنتدى الوطني لقادة المسلمين»:
ويضم 15 من ممثلي المجالس والمؤسسات الإسلامية في البلاد، وله 6 فروع في أقاليم كينيا، حيث يقوم بدور اللوبي الإسلامي، الذي يمارس الضغط على الحكومة من أجل مناصرة قضايا وحقوق المسلمين.
وحسب المتابعين لتحولات الوعي العام لدى المسلمين الكينيين، فإن هناك تعاطيًا إيجابيًّا مع معظم القضايا الإسلامية بين هذه الأقلية، وهو ما ظهر بوضوح في المظاهرات التي شهدتها المدن الكينية المختلفة عقب أزمة الرسوم المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتصريحات البابا بندكت السادس عشر، بالإضافة إلى وجود تعاطف شديد مع القضايا الإسلامية في فلسطين والعراق، فيكفي أن أحد أشهر شعراء المسلمين في كينيا قد نظم قصيدة شعر في شهداء الفلوجة والمجاهدين أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، تضمنت نقدًا حادًّا للمجازر الأمريكية والإسرائيلية حيال الشعبين الفلسطيني والعراقي.
وفي اختلاف بشأن الوضع العام للمسلمين في كينيا، رأى الأستاذ (سعيد عثمان) -عضو منتدى القادة- أن المسلمين يعانون من التمييز ضدهم في كينيا. وهو ما خالفه عليه الشيخ (أحمد محمد عثمان) -عضو مجلس الأئمة- الذي رأى على العكس أنهم يتمتعون بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم حول القضايا العامة، وفي ممارسة العمل الأهلي، حسبما نقلت عنهم مصادر صحفية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال منشور في موقع "لواء الشريعة"